#أتركوا_أمتي_تنام
في زمن ضاع فيه الشباب .... و الحب أصبح تسالي و ألعاب
و الدين ذهب و راح ... و الدنيا صارت شهرة و ألقاب
و زارع الخير أصبح مهمش ... و ارتفع مقام الزاني و مدمن الشراب
أيا حسرتي إن زماننا هذا ...ما يبلغ مقام الزمن الأول بجناح ذباب
أريد أن أبكي على حال أمتنا ... في عصرنا الذي فيه كل من سعى خاب
إذا تحدثنا على فلسطين العزيزه ... فانا نتذكر إسرائيل أرض الدواب الكلاب
و إذا قلنا مصرنا العريقة .... فقد أغرقها بكاء السحاب
و سوريا الغالية الحبيبة .... المسكينة هجرها الأصدقاء و الأحباب
هاذي مما لا تعد ولا تحصى أمثلة ... تبدو من بين تراكم الأزمات كضوء أنار من وسط الضباب
مجتمعنا العربي بئسا له .... زور و بهتان فيه و لئم و خراب
جف قلمي و ذبلت محبرتي .... و الورقة اندست تحت التراب
عجزت أفكاري عن ما أرى... فإن الأسود ماتت و خلائفها من بعدها الكلاب
عن هذا الزمن أحكيلكم قصه .... قصيرة لكن فيها عبرة لأصحاب الألباب
جائني صديقي في المساء قائلا ... أسمعت بالأمر الحاصل ؟ انه لحدث عجاب ؟
لقد حدثت انفجارات مريعة بباريس .... فزع لها العالم الغربي و الأعراب
أمريكا جائت معزية بثوب شيطان لعين .... احذروا إن هذا لإرهاب
و العرب جاؤو مطئطئي رؤسهم ... في خضوع يرجون من فرنسا جزيل الثواب
يا عرب ما كنا أمة صاغرة ... تركع أين يبول الكلاب
ألا أفيقوا فإن هذه لمجزرة .... فعلتها أمريكا لتصد شعبا لربه أسلم و تاب
يا أمتنا العربية قومي لا تبقي نعامة... إذا خافت دست رأسها في التراب
يا أمتي العربية أين أنتي من فلسطين ؟ ... أم أنك لا تأبهين مما أصابك من مصاب ؟
من منكم رأى مذابح عروبتنا .... لو جمعناها صحفا لما وسعتها صحائف مجموعة بكتاب
في ظل انفجار بسيط أصاب بقعة .... عيب أن نكتب عنها صفحة صغيرة من خطاب
لا تصمت يا قلمي .... ارفع صوتك ليعلوا فوق السحاب
أمتي أمتي ألا بئسا لكي .... ما هذا السبات أما يكفيك ما نلتي من العتاب؟
سئمنا من تخلفنا و سباتنا .... سئمنا أن نبقى تبعا لشرذمة كلاب
نرى في جزائرنا رفع أعلام فرنسا .... أنحن عبيدها أم عبيد رب الأرباب؟
من تكون فرنسا و غيرها ؟ .... سياساتها تفجر و نحن نعزي بالمصاب
فلسطيننا أحق بنصرتنا لها ... أما رأيتموها و قد حفها من كل الجوانب العذاب؟
انزعوا أعلام فرنسا مزقوها .... ارفعوا مجد عروبتنا في السماء كمثل الشهاب
كرهنا من خضوعنا و نومتنا ... أنحن أحفاد أبي بكر و ابن الخطاب ؟
أنحن أحفاد سعد و علي و عثمان ... ما كانوا أبدا يخضعون و لو قطعت بالسيوف لهم الرقاب
أنحن كالمعتصم قوة و شجاعة ؟ .... هدد كلب الروم بجيش عظيم مهاب
لكن هيهات أين زمانهم .... في عصرهم فقط كنا نهزم الجند و الأحزاب
أما الآن فاننا خضعنا لغيرنا .... نوما هنيئا يا أمة السيف و الكتاب
أعرف أن صوتي لن يعلو حنجرتي ... شلت يدي و تلعثم لساني لكن وجب علي الأخذ بالأسباب
أغلقت أبواب العرب عن بطولاتها .... و كنز الفخر ماعاد له طلب يجاب
يطرق أبوابنا كل ثانية ... الكل نائمون فاذهب يا فخر لأقوام قائمون يفتحون لك الباب
فالعرب نائمون لساعتهم .... لا تزعجهم أتركهم يناموا ليوم الحساب
.......
#عبدالحق_خليفي