اليوم أحسست بالغربة في وطني ... وطن لا وطن العز كما عهدناه
تغربنا عن مناهجنا و شرعتنا ... فليس هذا ضمن ما تعلمناه
الحال تغير و تدهورت أمورنا ... و نحن في حيرة مما كنا نظن و ما رأيناه
علم فرنسي في صور عربنا ... حملناه نحن و يا ليتنا ما حملناه
شكرونا بحرق أعلامنا ... لعمرك هذا آخر ما توقعناه
سما صوت فرنسا فوق رؤوسنا ... ما هم رفعوه بل نحن رفعناه
ضحكنا على أمتنا بأفعالنا ... و عهد المذلة عهدنا نحن بدأناه
في غمرة من تشتتنا و جهلنا ... تخلفنا عن عهدنا المجيد و طويناه
أفلا نحزن على فرقتنا ؟ ... و ننظر لأجل أمتنا ما قدمناه
فلسطين تبكي شاكية ... على ابنها المقطع أشلاءً كيف تركناه
و هببنا لتلقي ابن فرنسا ... بقينا عراة و بلباسنا كفناه
و لازلنا في غفلتنا التي ... لن نقوم منها فرداء المهانة قد لبسناه
سوريا تنادي باكية يا دول العرب اتفقنا على تكاثفنا ... أخبروني عهدنا هذا متى نقضناه
و أردد أنا قائلا لأمتنا ... قفي يا أمتي ساعة ترحما على شرف أضعناه
ساد الأراذل فينا ... و الشريف فينا دسناه
عقدنا عزمنا بيننا أننا ... للعدى لن نركع لهم . لن نكون تحت رحمتهم . لن نرضى بصمتنا أثناء حواراتهم . بل نتحدث في الورى
نسمع صوتنا لحضرتهم . هذا ميثاقنا إن لم تقبلوه فرضناه
أنت أيها العربي أسمعت بخبر تونس ؟ ... أنت يا جزائري أين علم تونس أعلقته؟ . مثلما رفعت راية فرنسا أرفعته ؟ و أنت يا مغربي هذا الحدث أما علمته ؟ بلى بل علمته لكن لرضوخك لفرنسا ما ساندته .... هذه بقايا أشلاء أمتي .... ما علمت لنا نصرا في الورى فسر تقدمنا نحن أفشيناه
رقص الكلاب على موتانا و نحن نصفق لهم ... ضربوا الطبول بنغم واقعنا أنسانا ... أفقدنا آمالنا و جعل خيارنا أشقانا
هذا واقعنا ما استطعنا تغييره بل كما سمعناه نقلناه
و فجأة ساد الصمت ... و هدأت الأصوات .... ماذا حدث ؟ ... إنه حدث رهيب من قبل ما شهدناه
طفل ينادي في القدس يا شعب ... إني قد مت إيتوني باللحد و الكفن
أنا العبد الذليل لربي ... لا فرنسا و لا أمريكا عن الدعاء ستوقفني
ربي بث في أمتي العربية ضميرها ... و انزع منها كل ذا الضعف و الوهن
و الطفل يردد دعائه في عجل ... إذ سمعنا خبرا ... ذا الداعي إنا فقدناه
مات ضمير عروبتنا فترحموا .... و أقول معلنا نومنا هذا قدرنا و نحن عشناه
ألا أفيقي أمتي ... فعدك عهد ما مات بل نحن قتلناه
فمجدنا كان صرحا يطاول السماء علوا ... أجدادنا شيدوه و نحن هدمناه
ارقدي بسلام أمتي ... هنيئا نومك فآخر حبل أمل في حادثة تونس لما سكتنا قطعناه
.
.
.
#خليفي_عبدالحق