--------------------إضطهـــــــــــــاد--------------------------------------
من السلسة القصصية *********جمـــاجم مــــــوصدة ***************
للكــــــــــــاتب : طــــــــــــارق ثــــــــــــابت
شعرت برغبة جامحة تقودني للعبث بآخر السنابل الخضراء التي ورّثها لي والدي،هي ذات السنابل التي مسكتها بيد طاهرة لم تدنّسها لحظة ساخرة،ولم أنتبه للفوضى التي سبّبتها والجلبة التي أحدثتها.حرائق وسنابل منكّسة وفوضى عارمة وألوان قاتمة غطّت أرضا عاهدت والدي أن أبقيها طاهرة كما عوّدني أن أستقبل بقلبي كلّ طاهر.
توجّهت لتلّة قريبة بها شيخ يداعب حفيدا له،تعلو رأسه عمامة بيضاء،لونها كلون الدخّان المنبعث من سيجارته المحترقة وسألته: كيف أنقذ الأرض الطيّبة؟ اجابني بسعة صدر وحب:لا يرسل الله الغيث مصادفة،ولا يخرج من تحت الأرض ما يخرج منها مصادفة،كل شيئ بقدر ياولدي.وأكمل مداعبة حفيده الذي كان يناديه بإسمه "أدهم"، أما انا فلم أجد لأفكاري المضطهدة بدًّا من التسلّل ومعانقة الدخّان المتصاعد من فم الشيخ،وجدت نفسها عارية لم تكتسي بأوراقها،كان بإمكاني أن لا أقف مكتوف اليدين،كان بإمكاني أن أمرّغ جبهتي،أن أقف مسلوبا للشمس إلا من حريّتي،أن لا أتوقف عند أوّل نكهة فاسدة تذوّقتها حين غفلتي،أمان عِذابْ رسمتها لهذا التل،وهذا الترابْ،رسمتها لذاك الحفيد الذي لازال غير مدرك أن دخّان جدّه أحرق ما تبقّى من سنابل والدي.
نوفمبر 2015
للكـــــــاتب : طــــــارق ثـــــــابت